بسم الرحمن الرحيم
هذه بعض المعلومات عن جميع ما يتعلق بالفضاء الخارجي:.
إن الكون الذي نعيش فيه هو كون في توسع وازدياد مستمر، نستدل على ذلك من مراقبة المجراتومجموعات المجراتالتي تنتقل بثبات وكل على حدة في الكون، هذا التوسع يحدث منذ ان تشكل الكون قبل حوالي 14 بليون سنة في حدث كثيف وحار جدا والمعروف بالانفجار العظيم.
الفضاء هو هندسة الكون، التغييرات في الحجم أو في شكل الفضاء يحدثان بسبب حركة المادة والطاقة في الكون أو بسبب التغييرات في محتوى الطاقة ومادة الكون.
عمر الكون والاستكشافات العلمية:
تمكنت ناسا من تحديد عمر الكون على وجه الدقة بمساعدة مجس فضائي, قائلة إنه يبلغ 13.7 مليار عام كما استطاعت تحديد تاريخ بدء النجومبالتوهج واللمعان بأنه بدء بعد 200 مليون عام فقط من "الانفجار العظيم" وقد تمكن علماء ناسا بواسطة المجس الفضائي ان يتعمقوا في الزمن والنظر الى الكون ) النظر إلى الوراء حتى 380 ألف عام بعد الانفجار العظيم ( عندما لم تكن هناك نجوم ولا مجرات ولا شيء سوى فروق طفيفة في درجات الحرارة.
وقال العلماء إن هذه الفروق الطفيفة المتناهية بالصغر التي تبلغ جزءا من مليون جزء من درجة الحرارة المئوية الواحدة كانت كافية لتكوين بقع هائلة حارة وباردة والتي كانت النواة التي تشكل منها للكون بعد ذلك، وقد أظهرت الصور التي أرسلها المجس أن الكون عبارة عن شكل بيضاوي منقط ويشير اللونان الأصفر والأحمر فيها إلى المناطق الحارة واللونان الأزرق والفيروزي إلى المناطق الباردة.
وقد أعلن فريق من علماء الفلك السويسريين والفرنسيين أنهم عثروا على أبعد مجرة تكتشف حتى الآن، وهي مجموعة نجوم ترجع إلى فجر الكون وتبعد 13.2 مليار سنة ضوئية عن الأرض، وتكشف الصور التي حصلوا عليها مجرة عندما كان عمر الكون 470 مليون سنة فقط، وستساعد العلماء في معرفة كيف تشكلت، وقد أطلق عليها العلماء اسم "أبيل 1835- أي آر "1916وتبين الصور ما بدا عليه شكل الكون بعد قليل من بدء مصادر الضوء الأولى في اختراق الضباب الكوني الذي أعقب الانفجار العظيم وأنهى ما يطلق عليه العلماء اسم العصور المظلمة.
مركز الكون:
قد يتبادر للذهن سؤال هو هل للكون مركز معين، ولكن الاجابة عليه ببساطة شديدة هي ليس هناك مركز للكون لأنه ليس هناك حافة للكون، في كون محدود وفضاء مقوس بحيث انك إذا تمكنت من السفر عبر الكون وأن تجتاز بلايين البلايين من السنوات الضوئية في خط مستقيم سوف تنهي رحلتك من حيث بدأت، ومن محتمل أيضا بأن كوننا هذا لانهائي، في كلا المثالين، تملأ مجموعات المجراتالكون بالكامل وتتحرك على حدة في جميع الاتجاهات تجعل الكون في توسع مهيب ودائم.
الانفجار العظيم:
يتوارد للذهن سؤال عن مكان حدوث الانفجار العظيم، وهناك فرضية شائعة ان الانفجار العظيم حدث في فضاء فارغ وهذا الانفجار يوسع هذا الفراغ وهذا خاطئ، فالفضاء والوقت خلقوا مع الانفجار العظيم، في بداية الكون كان الفضاء ملئ بالكامل بالمادة، والمادة كانت حارة جدا وكثيفة جدا وبعد ذلك توسعت وبردت لإنتاج النجوموالمجرات التي نراها في الكون اليوم.
بالرغم من أن الفضاء لربما ركز في نقطة وحيدة عند الانفجار العظيم، ومن المحتمل ان ذلك الفضاء كان لانهائي عند بداية الانفجار العظيم، في جميع السيناريوهات، الفضاء كان ملئ بالكامل بالمادة والتي أخذت بالتوسع.
لا يوجد هناك مركز للتوسع، فالكون يتوسع ببساطة في جميع الاتجاهات، يرى المراقبون من أي مجرة ان أغلب المجراتالأخرى في الكون تبتعد عنهم، لذلك فإن الجواب عن مكان حدوث الانفجار العظيم هو بأنه حدث في كل مكان في الكون.
وهذا لايعني بأن الأرض أوالنظام الشمسي يتوسعان، فلا هما ولا حتى مجرتنا درب التبانة يتوسعوا، هذه الأجسام شكلت تحت تأثير الجاذبية وتوقفت عن التحرك على حدة، فالجاذبية تمسك المجراتسوية وتقسمها إلى مجموعات وعناقيد، وهي بشكل رئيسي مجموعات وعناقيد المجراتالتي تتحركان على حدة في الكون، بمعنى ان ما يتوسع هو الكون نفسه الذي تتواجد فيه المجرات.
نظرية الانفجار العظيم وبدء خلق الكون:
تقول النظرية ان الكون بدأ خلقه من نقطة متناهية الصغر ومتناهية الضخامة في كم المادة والطاقة، وأن هذه النقطة انفجرت فتحولت إلي سحابة من الدخان، ثم أخذت تبرد من مئات البلايين من الدرجات المطلقة إلي حوالي الثلاث درجات المطلقة وبدأت درجات الحرارة مناسبة للمرحلة التالية للخلق.
نشأة الكون وتطوره:
المرحلة التي تلت الانفجار العظيم استمرت لجزء من مائة ألف مليون جزء من الثانية بعد عملية الانفجار وفيه خلقت اللبنات الأولية للمادة كما خلقت أضدادها من الدخان الكوني وذلك من الكواركات وأضدادها النيوترينوات ونقائضها.
وكان الدخان الكوني كثيفا مظلما معتما، وكانت الجاذبية قوة منفصلة رابطة أجزاء هذا الدخان الكوني، بينما انفصلت القوة الشديدة عن القوة الكهربية الضعيفة، ويعتقد أن أعداد هذه الجسيمات الأولية كان يفوق أعداد نقائضها وإلا ما وجد الكون, وكانت هذه الفترة فترة تمدد ملحوظ وتوسع مذهل للكون.
وبعدها بدأت المرحلة التالية وقد استمرت إلي جزء من مليون جزء من الثانية بعد عملية الانفجار العظيم، وفيه تمايزت اللبتونات (وهي أخف اللبنات الأولية للمادة مثل الإليكترونات النيوترينوات وأضدادها عن الكواركات، كما تمايزت البوزونات، وانفصلت القوة الضعيفة) عن اتحاد القوي المعروف باسم القوة الكهربية الضعيفة.
وجاءت بعدها مرحلة جديدة وقد استمرت إلي 225 ثانية بعد عملية الانفجار العظيم، وفيه اتحدت الكواركات مع بعضها البعض لتكون النيوكليونات وأضدادها مثل البروتونات ونقائضها، والنيوترونات ونقائضها، وكانت الطاقة علي قدر من الضعف لايسمح بتكون النيوكليونات وأضدادها علي نطاق واسع .
وفي الفترة من 225 ثانية إلي ألف ثانية بعد عملية الانفجار العظيم بدأت فترة تكون نوى العناصر، وفيه تكونت الديوترونات الثابتة وهي تنتج عن ترابط بروتون مع نيوترون، ومع تكونها بدأت عملية الاندماج النووي في تكوين نواة ذرات الإيدروجين، وباتحادها تكونت نوي ذرات الهيليوم وبعض نوي الذرات الأثقل.
وفي الفترة من ألف ثانية إلي عشرة تريليونات ثانية بعد الانفجار العظيم بدأت الايونات في الظهور، وفيه تكونت أيونات كل من غازي الإيدروجين والهيليوم، واستمر الكون في الاتساع والتبرد.
وخلال الفترة من عشرة تريليونات ثانية إلي ألف تريليون ثانية بعد عملية الانفجار العظيم، بدأت الذرات في التكون، وفيه تكونت ذرات العناصر، وترابطت بقوي الجاذبية وأصبح الكون شفافا.
وبعد حوالي 32 مليون سنة بعد عملية الانفجار العظيم إلي اليوم بدء خلق أغلب العناصر المعروفة لنا ( وهي أكثر من مائة وخمسة عناصر) بعملية الاندماج النووي في داخل النجومحتى تكون عنصر الحديد في داخل المستعرات والمستعرات العظمي، وتكونت العناصر الأعلى وزنا ذريا من نوي ذرات الحديد باصطيادها اللبنات الأولية للمادة المنتشرة في صفحة السماء.
خارج الكون:
خلق الفضاء مع اللحظات الأولى من الانفجار العظيم، ان كوننا الذي نعيش فيه ليس له حافة أو حد - كما انه ليس هناك ما هو خارج كوننا، قد يكون من المحتمل بأن كوننا هذا هو جزء من أكوان لا نهائية، لكن هذه الأكوان لا تحتاج بالضرورة فضاء لتوجد فيه، وهنا لنا تعليق ان القران قدأشار الى وجود سبعة سموات كما ذكر في الآية التالية "هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ“ (البقرة:29) فالعلم عند الله هل المقصود بتعدد السموات هو تعدد الأكوان أي انه دليل على ذلك أم لا نترك ذلك لحين معرفة ما هية السماء الأولى وتحديدها تحديدا جازما لنستدل على المقصود بالأكوان او السموات السبع المذكورة في القران، فحسبما ذكر في التفسيرات ان لكل سماء خلقها الذين يعشون عليها من ملائكة وأنبياء وغيرهم كما ورد في حديث الرسول عليه السلام عن رحلة الإسراء والمعراج.
ماقبل الانفجار العظيم:
ذكر في القران الشريف ان عرش الرحمن كان على الماء قبل بدء الخلق، إذن كانت هناك مادة في الكون قبل الخلق ولم يكن بدون مادة، أما العماء فيقولون ان الوقت خلق مع الانفجار العظيم ونحن لا نعرف إذا كان الوقت موجود قبل الانفجار العظيم أم لا، والوقت هنا بمعنى الزمن، لذلك هذا السؤال من الصعب ان نجد له إجابة، بعض النظريات تقول بأن كوننا جزء من أكوان لا نهائية (تدعى الكون المتعدد) التي تخلق بشكل مستمر، وهذا محتمل لكنه صعب الإثبات.
فإذا كان الكون بعمر 14 بليون سنة، كيف سارت المجراتأكثر من 14 بليون سنة ضوئية، من المحتمل بأن كوننا لانهائي وملئ بالمادة في كل مكان سواء منذ الانفجار العظيم او قبله، فهناك دليل جيد أيضا ان عند بدايات الكون لربما كان الكون يتوسع بأسرع بكثير من سرعة الضوء، ذلك محتمل حتى يتوسع الفضاء حيث أن الجزيئات او الجسيمات لا تنتقل بسرعة، والفراغ بين الجزيئات ازداد كثيرا.
يمكنا أن نتخيل المجراتمثل الكرات تجلس على قطعة مطاطية التي تمثل الفضاء، إذا شدّت القطعة المطاطية فإن الكرات سوف تتحرك على حدة او في مجموعات، الكرات التي تكون قريبة من بعضها البعض سوف تتحرك فقط على حدة ببطء، أما الكرات التي تكون مفصولة على نحو واسع تبدو أنها تتحرك بمفردها بسرعة اكبر، ليس هناك حد معين لتخيل كيفية توسع الفضاء، فالعلم عند الله وقد ذكر في القرآن الشريف قوله "وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ" (الذريات:47) أشار الله سبحانه وتعالى الى ذلك التوسع في هذه الايه، فإذا كانت السماء المذكورة في هنا هي الفضاء او الكون فهذه إشارة واضحة على ذلك.
السلطان هنا هو العلم، فقد دعا الله الإنس وكذلك الجن للبحث في أقطار السماء ليس بتحدي لهم أنهم لن يصلوا لذلك بل بدعوتهم للبحث والتعلم للوصول الى ذلك المبتغى، ولم يخصص تلك الدعوة للمؤمنين منهم او غيرهم بل هي دعوة عامة لجميع الإنس والجن، والى ان نجد المراجع والأبحاث الإسلامية في مجالات العلم المختلفة علينا الاستفادة مما وصلت إليه الحضارة الغربية من تقدم ولننتفع به ولنترك سلبيات حضارتهم ونهتم بالايجابيات فيها ونطور غايتنا للوصول الى ذلك المستوى، فكما كان للمسلمون الأوائل فضلهم في ازدهار العلم حينها للغرب أيضا فضلهم في التقدم الحالي، لنعترف بذلك ولنستفد به.
هذه بعض المعلومات عن جميع ما يتعلق بالفضاء الخارجي:.
إن الكون الذي نعيش فيه هو كون في توسع وازدياد مستمر، نستدل على ذلك من مراقبة المجراتومجموعات المجراتالتي تنتقل بثبات وكل على حدة في الكون، هذا التوسع يحدث منذ ان تشكل الكون قبل حوالي 14 بليون سنة في حدث كثيف وحار جدا والمعروف بالانفجار العظيم.
الفضاء هو هندسة الكون، التغييرات في الحجم أو في شكل الفضاء يحدثان بسبب حركة المادة والطاقة في الكون أو بسبب التغييرات في محتوى الطاقة ومادة الكون.
عمر الكون والاستكشافات العلمية:
تمكنت ناسا من تحديد عمر الكون على وجه الدقة بمساعدة مجس فضائي, قائلة إنه يبلغ 13.7 مليار عام كما استطاعت تحديد تاريخ بدء النجومبالتوهج واللمعان بأنه بدء بعد 200 مليون عام فقط من "الانفجار العظيم" وقد تمكن علماء ناسا بواسطة المجس الفضائي ان يتعمقوا في الزمن والنظر الى الكون ) النظر إلى الوراء حتى 380 ألف عام بعد الانفجار العظيم ( عندما لم تكن هناك نجوم ولا مجرات ولا شيء سوى فروق طفيفة في درجات الحرارة.
وقال العلماء إن هذه الفروق الطفيفة المتناهية بالصغر التي تبلغ جزءا من مليون جزء من درجة الحرارة المئوية الواحدة كانت كافية لتكوين بقع هائلة حارة وباردة والتي كانت النواة التي تشكل منها للكون بعد ذلك، وقد أظهرت الصور التي أرسلها المجس أن الكون عبارة عن شكل بيضاوي منقط ويشير اللونان الأصفر والأحمر فيها إلى المناطق الحارة واللونان الأزرق والفيروزي إلى المناطق الباردة.
وقد أعلن فريق من علماء الفلك السويسريين والفرنسيين أنهم عثروا على أبعد مجرة تكتشف حتى الآن، وهي مجموعة نجوم ترجع إلى فجر الكون وتبعد 13.2 مليار سنة ضوئية عن الأرض، وتكشف الصور التي حصلوا عليها مجرة عندما كان عمر الكون 470 مليون سنة فقط، وستساعد العلماء في معرفة كيف تشكلت، وقد أطلق عليها العلماء اسم "أبيل 1835- أي آر "1916وتبين الصور ما بدا عليه شكل الكون بعد قليل من بدء مصادر الضوء الأولى في اختراق الضباب الكوني الذي أعقب الانفجار العظيم وأنهى ما يطلق عليه العلماء اسم العصور المظلمة.
مركز الكون:
قد يتبادر للذهن سؤال هو هل للكون مركز معين، ولكن الاجابة عليه ببساطة شديدة هي ليس هناك مركز للكون لأنه ليس هناك حافة للكون، في كون محدود وفضاء مقوس بحيث انك إذا تمكنت من السفر عبر الكون وأن تجتاز بلايين البلايين من السنوات الضوئية في خط مستقيم سوف تنهي رحلتك من حيث بدأت، ومن محتمل أيضا بأن كوننا هذا لانهائي، في كلا المثالين، تملأ مجموعات المجراتالكون بالكامل وتتحرك على حدة في جميع الاتجاهات تجعل الكون في توسع مهيب ودائم.
الانفجار العظيم:
يتوارد للذهن سؤال عن مكان حدوث الانفجار العظيم، وهناك فرضية شائعة ان الانفجار العظيم حدث في فضاء فارغ وهذا الانفجار يوسع هذا الفراغ وهذا خاطئ، فالفضاء والوقت خلقوا مع الانفجار العظيم، في بداية الكون كان الفضاء ملئ بالكامل بالمادة، والمادة كانت حارة جدا وكثيفة جدا وبعد ذلك توسعت وبردت لإنتاج النجوموالمجرات التي نراها في الكون اليوم.
بالرغم من أن الفضاء لربما ركز في نقطة وحيدة عند الانفجار العظيم، ومن المحتمل ان ذلك الفضاء كان لانهائي عند بداية الانفجار العظيم، في جميع السيناريوهات، الفضاء كان ملئ بالكامل بالمادة والتي أخذت بالتوسع.
لا يوجد هناك مركز للتوسع، فالكون يتوسع ببساطة في جميع الاتجاهات، يرى المراقبون من أي مجرة ان أغلب المجراتالأخرى في الكون تبتعد عنهم، لذلك فإن الجواب عن مكان حدوث الانفجار العظيم هو بأنه حدث في كل مكان في الكون.
وهذا لايعني بأن الأرض أوالنظام الشمسي يتوسعان، فلا هما ولا حتى مجرتنا درب التبانة يتوسعوا، هذه الأجسام شكلت تحت تأثير الجاذبية وتوقفت عن التحرك على حدة، فالجاذبية تمسك المجراتسوية وتقسمها إلى مجموعات وعناقيد، وهي بشكل رئيسي مجموعات وعناقيد المجراتالتي تتحركان على حدة في الكون، بمعنى ان ما يتوسع هو الكون نفسه الذي تتواجد فيه المجرات.
نظرية الانفجار العظيم وبدء خلق الكون:
تقول النظرية ان الكون بدأ خلقه من نقطة متناهية الصغر ومتناهية الضخامة في كم المادة والطاقة، وأن هذه النقطة انفجرت فتحولت إلي سحابة من الدخان، ثم أخذت تبرد من مئات البلايين من الدرجات المطلقة إلي حوالي الثلاث درجات المطلقة وبدأت درجات الحرارة مناسبة للمرحلة التالية للخلق.
نشأة الكون وتطوره:
المرحلة التي تلت الانفجار العظيم استمرت لجزء من مائة ألف مليون جزء من الثانية بعد عملية الانفجار وفيه خلقت اللبنات الأولية للمادة كما خلقت أضدادها من الدخان الكوني وذلك من الكواركات وأضدادها النيوترينوات ونقائضها.
وكان الدخان الكوني كثيفا مظلما معتما، وكانت الجاذبية قوة منفصلة رابطة أجزاء هذا الدخان الكوني، بينما انفصلت القوة الشديدة عن القوة الكهربية الضعيفة، ويعتقد أن أعداد هذه الجسيمات الأولية كان يفوق أعداد نقائضها وإلا ما وجد الكون, وكانت هذه الفترة فترة تمدد ملحوظ وتوسع مذهل للكون.
وبعدها بدأت المرحلة التالية وقد استمرت إلي جزء من مليون جزء من الثانية بعد عملية الانفجار العظيم، وفيه تمايزت اللبتونات (وهي أخف اللبنات الأولية للمادة مثل الإليكترونات النيوترينوات وأضدادها عن الكواركات، كما تمايزت البوزونات، وانفصلت القوة الضعيفة) عن اتحاد القوي المعروف باسم القوة الكهربية الضعيفة.
وجاءت بعدها مرحلة جديدة وقد استمرت إلي 225 ثانية بعد عملية الانفجار العظيم، وفيه اتحدت الكواركات مع بعضها البعض لتكون النيوكليونات وأضدادها مثل البروتونات ونقائضها، والنيوترونات ونقائضها، وكانت الطاقة علي قدر من الضعف لايسمح بتكون النيوكليونات وأضدادها علي نطاق واسع .
وفي الفترة من 225 ثانية إلي ألف ثانية بعد عملية الانفجار العظيم بدأت فترة تكون نوى العناصر، وفيه تكونت الديوترونات الثابتة وهي تنتج عن ترابط بروتون مع نيوترون، ومع تكونها بدأت عملية الاندماج النووي في تكوين نواة ذرات الإيدروجين، وباتحادها تكونت نوي ذرات الهيليوم وبعض نوي الذرات الأثقل.
وفي الفترة من ألف ثانية إلي عشرة تريليونات ثانية بعد الانفجار العظيم بدأت الايونات في الظهور، وفيه تكونت أيونات كل من غازي الإيدروجين والهيليوم، واستمر الكون في الاتساع والتبرد.
وخلال الفترة من عشرة تريليونات ثانية إلي ألف تريليون ثانية بعد عملية الانفجار العظيم، بدأت الذرات في التكون، وفيه تكونت ذرات العناصر، وترابطت بقوي الجاذبية وأصبح الكون شفافا.
وبعد حوالي 32 مليون سنة بعد عملية الانفجار العظيم إلي اليوم بدء خلق أغلب العناصر المعروفة لنا ( وهي أكثر من مائة وخمسة عناصر) بعملية الاندماج النووي في داخل النجومحتى تكون عنصر الحديد في داخل المستعرات والمستعرات العظمي، وتكونت العناصر الأعلى وزنا ذريا من نوي ذرات الحديد باصطيادها اللبنات الأولية للمادة المنتشرة في صفحة السماء.
خارج الكون:
خلق الفضاء مع اللحظات الأولى من الانفجار العظيم، ان كوننا الذي نعيش فيه ليس له حافة أو حد - كما انه ليس هناك ما هو خارج كوننا، قد يكون من المحتمل بأن كوننا هذا هو جزء من أكوان لا نهائية، لكن هذه الأكوان لا تحتاج بالضرورة فضاء لتوجد فيه، وهنا لنا تعليق ان القران قدأشار الى وجود سبعة سموات كما ذكر في الآية التالية "هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ“ (البقرة:29) فالعلم عند الله هل المقصود بتعدد السموات هو تعدد الأكوان أي انه دليل على ذلك أم لا نترك ذلك لحين معرفة ما هية السماء الأولى وتحديدها تحديدا جازما لنستدل على المقصود بالأكوان او السموات السبع المذكورة في القران، فحسبما ذكر في التفسيرات ان لكل سماء خلقها الذين يعشون عليها من ملائكة وأنبياء وغيرهم كما ورد في حديث الرسول عليه السلام عن رحلة الإسراء والمعراج.
ماقبل الانفجار العظيم:
ذكر في القران الشريف ان عرش الرحمن كان على الماء قبل بدء الخلق، إذن كانت هناك مادة في الكون قبل الخلق ولم يكن بدون مادة، أما العماء فيقولون ان الوقت خلق مع الانفجار العظيم ونحن لا نعرف إذا كان الوقت موجود قبل الانفجار العظيم أم لا، والوقت هنا بمعنى الزمن، لذلك هذا السؤال من الصعب ان نجد له إجابة، بعض النظريات تقول بأن كوننا جزء من أكوان لا نهائية (تدعى الكون المتعدد) التي تخلق بشكل مستمر، وهذا محتمل لكنه صعب الإثبات.
فإذا كان الكون بعمر 14 بليون سنة، كيف سارت المجراتأكثر من 14 بليون سنة ضوئية، من المحتمل بأن كوننا لانهائي وملئ بالمادة في كل مكان سواء منذ الانفجار العظيم او قبله، فهناك دليل جيد أيضا ان عند بدايات الكون لربما كان الكون يتوسع بأسرع بكثير من سرعة الضوء، ذلك محتمل حتى يتوسع الفضاء حيث أن الجزيئات او الجسيمات لا تنتقل بسرعة، والفراغ بين الجزيئات ازداد كثيرا.
يمكنا أن نتخيل المجراتمثل الكرات تجلس على قطعة مطاطية التي تمثل الفضاء، إذا شدّت القطعة المطاطية فإن الكرات سوف تتحرك على حدة او في مجموعات، الكرات التي تكون قريبة من بعضها البعض سوف تتحرك فقط على حدة ببطء، أما الكرات التي تكون مفصولة على نحو واسع تبدو أنها تتحرك بمفردها بسرعة اكبر، ليس هناك حد معين لتخيل كيفية توسع الفضاء، فالعلم عند الله وقد ذكر في القرآن الشريف قوله "وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ" (الذريات:47) أشار الله سبحانه وتعالى الى ذلك التوسع في هذه الايه، فإذا كانت السماء المذكورة في هنا هي الفضاء او الكون فهذه إشارة واضحة على ذلك.
السلطان هنا هو العلم، فقد دعا الله الإنس وكذلك الجن للبحث في أقطار السماء ليس بتحدي لهم أنهم لن يصلوا لذلك بل بدعوتهم للبحث والتعلم للوصول الى ذلك المبتغى، ولم يخصص تلك الدعوة للمؤمنين منهم او غيرهم بل هي دعوة عامة لجميع الإنس والجن، والى ان نجد المراجع والأبحاث الإسلامية في مجالات العلم المختلفة علينا الاستفادة مما وصلت إليه الحضارة الغربية من تقدم ولننتفع به ولنترك سلبيات حضارتهم ونهتم بالايجابيات فيها ونطور غايتنا للوصول الى ذلك المستوى، فكما كان للمسلمون الأوائل فضلهم في ازدهار العلم حينها للغرب أيضا فضلهم في التقدم الحالي، لنعترف بذلك ولنستفد به.