بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
ـ حكم الجلوس للعزاء ونصب السرادقات وقفل الشوارع والطرق
• ـ توفي الرسول صلى الله عليه وسلم وتوفي اصحابه من بعده ولم تنصب السرادقات للعزاء ولم تعطل مصالح أهل الميت، حديث الصحابي الجليل جرير بن عبدالله البجلي يقول : (كنا تعد الاجتماع إلى أهل الميت بعد دفنه وصنعة الطعام من النياحة) والنياحة منهي عنها واليوم ماذا ترى اذا مات شخص ما ؟
سيارات تقف بعرض الشارع تسده من الجهتين وكراسي تصف صفوفاً وزوليات تمد في الشارع استعداداً لسفر الطعام الذي يقدم يومياً لهؤلاء الرجال والنساء الذين تكلفوا المشقة للحضور وتعزية اهل الميت وهم قد قدموا العزاء لأهل الميت في المقبرة وتنصب السرادقات ثلاثة ايام لتقبل العزاء فيها وكل ليلة يقدم فيها الطعام والشراب وكأنه حفل عرس ليس مأتم، وإذا ما انقضت الأيام الثلاث جلس اهل الميت في بيوتهم لا يفارقونها استعداداً لمن قد ياتي ويقدم مراسم العزاء لهم، وتتعطل مصالحهم لمدة عشرة ايام قد تزيد أو تنقص بحسب قرابة الميت لهم، والصحيح هو كما قال سيد الأولين والآ خرين حبيبي محمد صلى الله عليه وسلم : (اصنعوا لآل جعفر طعاماً فإنه اتاهم ما يشغلهم) أي ما يشغلهم لصنع طعام لهم وليس للأمة باسرها والتي جاءت من كل حدب وصوب تقدم مراسيم العزاء لاهل الميت وتجبرهم على الجلوس ثلاثة ايام في الشارع وتعطيل مصالح الناس بقفل الشوارع والطرقات وكان من الاجدر لهم أن يوزعوا طعام الثلاثة ايام على الفقراء والمحتاجين صدقة عن الميت، لأنه في حاجة إلى هذه الصدقة.
• الشق الثاني من الموضوع بعد دفن الميت سواءً كان والد أو والدة أو أخ أو عم أو خال أو أبن أو أبنة تجد اهله يوارون عليه التراب ثم ينطلقوا سريعاً للاصطفاف في مكان تقبل العزاء ناسين وتناسين قول المصطفى صل الله عليه وسلم بعد أن شارك قوماً بدفن ميت لهم قال لهم : (استغفروا لصاحبكم فإنه الآن يسأل) وهذا هو الواجب على كل من يدفن قريب له أو يمشي مع جنازة للقبر أن يقف بعد دفنها ويستغفر لصاحبها ويسال الله له الثبات والتثبت على القول الثابت وأن يدعو له ما شاء من ادعية الاستغفار.
اسأل الله أن يرحم امواتنا واموات المسلمين وأن يرحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه وأن يجعلنا مقتدين لسنة نبينا وحبيبينا محمد بن عبدالله الذي ارسله الله رحمة للعالمين وصلوات رب عليه وسلامه إلى قيام الساعة.