كانت الساعة السابعة من صباح يوم الخميس الموافق 21/8/1969م ساعة شؤم على مدينة القدس وعلى مسجدها وسكانها العرب والمسلمين المرابطين، فقد تطاول مجرم إسرائيلي يدعى دينيس مايكل وليم روهان على حرمة المسجد الأقصى المسقوف فأحرقه، وبلغت مساحة الجزء المحترق من المسجد (1500 متراً مربعاً) وقد أصاب الحريق المشؤوم المنبر الأثري الذي أمر بصنعه الشهيد نور الدين محمود زنكي لينصب في المسجد الأقصى، وأمر بإحضاره إلى القدس السلطان الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب بعد أن حرّر مدينة القدس من أيدي الفرنج في سنة 583هـ/1187م.>>
واحترق كذلك مسجد عمر، ومحراب زكريا، ومقام الأربعين، وثلاثة من أروقة المسجد مع الأعمدة والأقواس الحاملة لها والقوس الحاملة لقبة الأقصى وأعمدة رئيسة تحمل قبة المسجد إضافةً إلى سقوط سقف المسجد وخراب الزخرفة وإتلاف أجزاء من القبة الخشبية الداخلية المزخرفة والمحراب والجدار القبلي والرخام الداخلي وعدد (48) شباكاً من الجبص والزجاج الملون والسجّاد وسورة الإسراء الفسيفسائية المذهبة والتي تبتديء من فوق المحراب .>>
وقد اندفع أبناء فلسطين لإطفاء الحريق من القدس وجميع المدن والقرى الفلسطينية لإنقاذ ثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين، فما أن وصلت طلائع الجماهير إلى أبواب المسجد الأقصى حتى وجدوهـــا مغلقة من قبــــل جـــنود الإحتلال، في الوقت الذي كانت فيه نيران الاحتلال تلتهم آثار المسجد وقدسيته .>>
استطاعت الجموع الغاضبة الدخول إلى باحات المسجد للمشاركة بإطفاء الحريق، غير أنهم وجدوا المضخاّت التي تضخ الماء من الآبار معطلة، وكانت آنذاك إطفائية بلدية القدس تتلكأ بالوصول إلى المسجد .>>
وصلت إطفائيات بلديات المدن الفلسطينية المحتلة من الخليل وبيت لحم وجنين ورام الله والبيرة وطولكرم، وقد حاول رئيس إطفائية بلدية القدس منع الإطفائيات العربية من الوصول إلى المسجد، فتصدى له رئيس إطفائية الخليل، وقد بلغ عدد المتدفقين لإطفاء حريق الأقصى أكثر من ثلاثين ألف فلسطيني .>>
__________________