الغذاء الصحي المتوازن
روحية برهم (أخصائية تغذية) وحدة التغذية - إدارة الصحة الوقائية من البديهي أننا لا نستطيع العيش الصحيح بدون ماء أو طعام حيث ترتبط التغذية بالصحة ارتباطاً عضوياً والصحة الجيدة تتطلب تغذية جيدة لذلك كان لابد من المعرفة الجيدة بالغذاء والتغذية واتباع الأَنظمة والقوانين التي تساعدنا في أن يكون الغذاء الذي نتناوله غذاءً صحياً ومتوازناً. وكثيراً ما نردد عبارة (تناول غذاء صحي أو غذاء متوازن) ولهذه العبارة أهمية كبرى تستحق التمحيص والتوقف عندها من قبل الجميع حيث أن الغذاء الصحي المتوازن هو الذي يمد الجسم بجميع ما يلزمه من المواد الغذائية بالقدر الكافي وبالنسب الموصى بها عالمياً حسب الفئة العمرية والجنس والحالة الفسيولوجية على أن يكون الجسم قادراً على استخدام هذه المغذيات لتفي بالغرض المطلوب، والمغذيات التي يحتاجها الجسم هي ستة عناصر ضرورية يجب أن تتوفر في الغذاء الصحي مثل الكربوهيدرات والدهون الضرورية لتزويد الجسم بالطاقة اللازمة للنمو والتطور ولتمكين الجسم من القيام بجميع وظائفه المختلفة ولحفظ حرارته في مستواه الطبيعي، والبروتينيات هي المادة الغذائية اللازمة لبناء الأنسجة عند الأطفال الناشئين ولتعويض التالف منها أما الفيتامينات والأملاح المعدنية فهي ضرورية لوقاية الجسم من الأمراض وإِمداده بالمركبات التي تنظم عملية البناء وعمل أجهزة الجسم الأخرى، ومن هنا فإن تناول الغذاء الصحي له دلائل ومؤشرات متعددة منها: النشاط والحيوية مقاومة الجسم للأمراض المختلفة تناسب وزن الجسم مع طول الشخص وعمره النوم المنتظم نعومة الجلد وصفاؤه ولمعان وحيوية الشعر سلامة الأسنان الشهية الجيدة للطعام
ولتحقيق الهدف في الحصول على غذاء صحي متوازن كان لابد من اتباع الطرق الصحيحة في اختيار الأطعمة الذي يمكن أن يتحقق في اتباع دليل التغذية باتباع الخطوات التالية:
1. تناول أصناف مختلفة من الأطعمة في الوجبة الواحدة. يوجد هناك أكثر من 40 عنصراً غذائياً يحتاجه الجسم في عملياته المختلفة ونظراً لعدم إمكانية احتواء نوع واحد من الطعام على جميع هذه العناصر الغذائية فإنه ينصح دائماً بضرورة التنويع بأصناف الأطعمة المختلفة لضمان الحصول على وجبة غذائية متزنة ومن الأهمية بمكان أننا نختار الأطعمة ذات الكثافة الغذائية العالية (وهي التي تحتوي على نسبة عالية من العناصر الغذائية الستة الضرورية وذات محتوى قليل من الطاقة).
2. محاولة التوازن بين ما نتناوله من الطعام يومياً مع النشاط البدني المبذول (محاولة المحافظة على الوزن المثالي)، لأن الزيادة في الوزن تزيد الخطورة من حدوث وتطور مرض ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري واحتمالية عالية لحدوث السرطان، إن كمية الطاقة تختلف بين الأفراد معتمدة على الجنس، العمر، النشاط البدني والحالة الفسيولوجية. والقاعدة العامة والثابتة هي أن عدد السعرات الحرارية المتناولة (السعرة الحرارية هي وحدة قياس الطاقة الناتجة من حرق الطعام) يجب أن لا تتجاوز السعرات الحرارية التي يحرقها الجسم في اليوم من أجل المحافظة على الوزن المثالي، وفقدان الوزن يجب أن يتم بالتدريج على أسس معتمدة بحيث لا تزيد عن 1/2 - 1كغم في كل أسبوع يمكن أن تكون هذه النسبة بطيئة ولكن في حقيقة الأمر فإن 13 - 21كغم يمكن أن يفقد الجسم من الوزن بهذه الطريقة خلال 6 شهور، كما أن هذه الطريقة هي أكثر الطرق التي تساعد على إحداث تغيرات جذرية فعالة في العادات الغذائية التي تساعد على حفظ الوزن بالمستقبل والطريقة الوحيدة لتسريع عملية إنقاص الوزن والتي تؤدي إلى حرق سعرات حرارية إضافية هي النشـاط البدني حيث يوصى بممارسة النشاط البدني 3 مرات في الأسبوع على الأقل لمدة 30 دقيقة في اليوم وتختلف أنواع النشاط الحركي المبذول لتتراوح بين الخفيف والمتوسط والشديد مثل الأعمال المنزلية والمشي والسباحة أو الجري على الترتيب.