عن عبد الله بن غنام (رضى الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال : من قال حين يصبح : اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك , فلك الحمد ولك الشكر, فقد أدى شكر يومه ومن قال مثل ذلك حين يمسي , فقد أدى شكر ليلته.
فوائد الشكر :
أنه اتصاف بصفة من صفات المولى جل وعلا التي يحبها ويرضاها ويثب عليها لعباده: ﴿ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ ﴾ … [الشورى: 23].
أنه سبب للنجاة من عذاب الله جل وعلا: ﴿ مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِراً عَلِيماً ﴾ … [النساء: 147].
أنه سبب لنيل الجزاء العظيم من الله تعالى: ﴿ وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ ﴾ … [آل عمران: 145].
أنه استجابة لله تعالى وامتثال لأمره فهو الذي أمر عباده بالشكر.
أنه سبب لحفظ النعم وزيادتها، وعظيم بركتها، وجميل نفعها:﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ … [إبراهيم: 7].
أنه سمة من سمات أولي الألباب: ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ﴾ … [إبراهيم: 5].
أن الشاكر إنما يشكر لنفسه، ويرفع من درجاته: ﴿ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ﴾ … [النمل: 40].
أن شكر الناس يعتبر شكرًا لله تعالى : ( لا يشكر الله من لا يشكر الناس ).
أنه اتباع لسبيل المرسلين، وسير في ركاب الشاكرين من الأنبياء والصالحين.
أنه أمر يرضاه الله ويرضى عن أهله: ﴿ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ﴾ … [الزمر: 7].
أنه تحدٍّ للشيطان، وإخزاءٌ له، ودحرٌ لمكره وكيده، فهو حريص على صرف الناس عن الشكر:﴿ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿ 16 ﴾ ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ ﴾ … [الأعراف: 16ـ17].تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ
أنه النصف الآخر من الإيمان، فمن كمال الإيمان الشكر للديان، فإن الإيمان نصفان: نصف صبر، ونصف شكر.
أنه دليل على كمال العقل، ونقاء الفكر، وصفاء النفس؛ لأن من عرف قدر المنعم جل وعلا، وتأمل بديع كرمه، وعظيم عطائه، فالأجدر به أن يترنم بشكره، ويشدوا بذكره.
نتائج نفسية تتضح بسبب شكر الله
إن الشكر يكون سبباً في تطهير النفس الإنسانية وتزكيتها ونقاوتها.
وبالشكر يمكن للإنسان أن يطرق باباً من أبواب الصلة بالله تعالى.
والشكر يُعودَّ الإنسان لرد الجميل والاعتراف به ، ويوجه إرادته نحو الخير لنفسه وللناس جميعاً.
والشكر يدل على المنهج السليم في كيفية استخدام نعم الله ، وكيفية إنفاقها في سبيلها المشروع.