شخصيات لها أثرها فى الحياه فى شتى المجالات؛
أدب، فنون، دين، علم، رياضه و غيرهم.
ابن خلدون
مؤسس علم الاجتماع الحديث
1332 – 1406
ولد (عبد الرحمن أبو زيد ولى الدين ابن خلدون الحضرمى) بتونس فى أول رمضان عام 732هـ و توفى بالقاهرة فى الخامس و العشرين من رمضان عام 808هـ، دفن في مقابر الصوفية عند باب النصر شمال القاهرة، وقبره غير معروف. ولا يزال أهل تونس يعرفون الدار التى ولد فيها ابن خلدون. و هى دار تقع فى أحد الشوارع الرئيسية من المدينة القديمة.
بعد أن حفظ القرآن الكريم، قرأه على والده و على أكابر تونس. و درس فى شغف النحو و اللغة و الفقه و الحديث و الشعر. و لما وصل أبو الحسن المرينى تونس عام 748هـ (1347م)، درس ابن خادون على أيدى العلماء المغاربة الذين قدموا مع هذا الأمير. و أتم دروسه فى المنطق و الفلسفة و التوحيد و الشريعة و غير ذلك من العلوم العربية.
و ابن خلدون أول باحث عربى يكتب عن نفسه ترجمة رائعة مستفيضة، يتحدث فيها عن تفاصيل ما جرى له، و ما أحاط به من حوادث، من يوم نشأته إلى قبيل مماته، و يتحدث عن كل ذلك بدقة المؤرخ الأمين الحريص على الاستيعاب و الشمول، فلا يغادر شيئا مما عمله أو حدث له إلا و سجله، حتى الأمور التى يحرص الناس عادة على كتمانها لما تخفى من خلق غير كريم. و تدخل هذه الترجمة ضمن أدب الاعترافات، إنه يعلن عن نفسه دون خجل فى عنوان كتابه (التعريف بابن خلدون و رحلته شرقا و غربا). إذن هو ترجمة شخصية لصاحبها، مع بيان رحلته إلى الغرب حينا و إلى الشرق حينا آخر. الكاتب يواجهنا بنفسه و بفكره و بمشاعره و بكل خطوة خطاها هنا أو هناك، كتب فى أشياء كثيرة، و أبدى رأيه فى الدول و الحضارات و الملوك و الحروب، و له طريقته فى تقديم الشخصية. يذكر معلومات كثيرة عنها و عن نشأتها و ثقافتها من خلال تعريف بأساتذتها ثم موقعها من السلطة و صلته هو بها. و إذا كانت الشخصية ممن يلعبون دورا فى الحياة الثقافية العربية، فإنه يعرض علينا نماذج من كتاباته و مراسلاته و مواقفه.
و تشهد المكتبة العربية بأن (مقدمة) ابن خلدون يرجع إليها الفضل فى إنشاء علم الإجتماع الحديث، حيث أقامته على دعائم سليمة و حديثة قبل كل من (فيكو) الايطالى و (كيتيليه) البلجيكى و (أوجست كونت) الفرنسى. وضع ابن خلدون فى مقدمته الشهيرة ما يسمى بـ (أحوال الاجتماع الانسانى) و هى عبارة عن القواعد و الاتجاهات العامة التى يتخذها أفراد المجتمع أساسا لتنظيم شئونهم الاجتماعية و تنسيق العلاقات التى تربطهم، منها ما يتعلق بشئون الأسرة، و منها ما يتعلق بشئون الحكم فى الدولة، و منها ما يرتبط بالنظم الاقتصادية و شئون الثروة فى المجتمع. و تحدث ابن خلدون عن البدو و الحضر و أصول المدنيات و الظواهر التربوية و العلوم و أصنافها و التعليم و طرقه و الإنتاج و وسائله و أدواته و التوزيع و الاستهلاك و النظم القضائية و الخلقية و الدينية و اللغوية. و إذا كان أهم ما عرف به ابن خلدون هو دوره فى تأسيس علم الاجتماع على المستوى العالمى، فإن له رسوخ قدم فى علم الحديث و فى الفقه المالكى، و فى تجديد علم التاريخ و الفلسفة و المنطق و العلوم الرياضية، و فى أدب الرحلات و أدب الاعترافات.
ألقى ابن خلدون دروسا فى الجامع الأزهر، ثم فى المدرسة القمحية (بجوار جامع عمرو). و بعد ذلك عينه السلطان الظاهر برقوق عام 786هـ قاضيا لقضاة المالكية، و ولى مرة ثانية قاضى قضاة القاهرة، ثم شغله مرة ثالثة، و ظل فيه إلى أن توفى، و كان ذا كفاءة سياسية فائقة فى إدارة المناصب المهمة التى تولاها.
و قد لعب دورا خطيرا فى الشئون السياسية لشمالى إفريقيا و الأندلس. و مع ذلك كله سوف تظل (مقدمة) ابن خلدون وثيقة مهمة تتناول الكلام على فرع من فروع المعرفة و الحضارة العربية. إنها أعظم مؤلفات ذلك العصر و أهمها من جهة العمق فى التفكير، و الوضوح فى عرض المعلومات، و الاصابة فى الحكم.
أدب، فنون، دين، علم، رياضه و غيرهم.
ابن خلدون
مؤسس علم الاجتماع الحديث
1332 – 1406
ولد (عبد الرحمن أبو زيد ولى الدين ابن خلدون الحضرمى) بتونس فى أول رمضان عام 732هـ و توفى بالقاهرة فى الخامس و العشرين من رمضان عام 808هـ، دفن في مقابر الصوفية عند باب النصر شمال القاهرة، وقبره غير معروف. ولا يزال أهل تونس يعرفون الدار التى ولد فيها ابن خلدون. و هى دار تقع فى أحد الشوارع الرئيسية من المدينة القديمة.
بعد أن حفظ القرآن الكريم، قرأه على والده و على أكابر تونس. و درس فى شغف النحو و اللغة و الفقه و الحديث و الشعر. و لما وصل أبو الحسن المرينى تونس عام 748هـ (1347م)، درس ابن خادون على أيدى العلماء المغاربة الذين قدموا مع هذا الأمير. و أتم دروسه فى المنطق و الفلسفة و التوحيد و الشريعة و غير ذلك من العلوم العربية.
و ابن خلدون أول باحث عربى يكتب عن نفسه ترجمة رائعة مستفيضة، يتحدث فيها عن تفاصيل ما جرى له، و ما أحاط به من حوادث، من يوم نشأته إلى قبيل مماته، و يتحدث عن كل ذلك بدقة المؤرخ الأمين الحريص على الاستيعاب و الشمول، فلا يغادر شيئا مما عمله أو حدث له إلا و سجله، حتى الأمور التى يحرص الناس عادة على كتمانها لما تخفى من خلق غير كريم. و تدخل هذه الترجمة ضمن أدب الاعترافات، إنه يعلن عن نفسه دون خجل فى عنوان كتابه (التعريف بابن خلدون و رحلته شرقا و غربا). إذن هو ترجمة شخصية لصاحبها، مع بيان رحلته إلى الغرب حينا و إلى الشرق حينا آخر. الكاتب يواجهنا بنفسه و بفكره و بمشاعره و بكل خطوة خطاها هنا أو هناك، كتب فى أشياء كثيرة، و أبدى رأيه فى الدول و الحضارات و الملوك و الحروب، و له طريقته فى تقديم الشخصية. يذكر معلومات كثيرة عنها و عن نشأتها و ثقافتها من خلال تعريف بأساتذتها ثم موقعها من السلطة و صلته هو بها. و إذا كانت الشخصية ممن يلعبون دورا فى الحياة الثقافية العربية، فإنه يعرض علينا نماذج من كتاباته و مراسلاته و مواقفه.
و تشهد المكتبة العربية بأن (مقدمة) ابن خلدون يرجع إليها الفضل فى إنشاء علم الإجتماع الحديث، حيث أقامته على دعائم سليمة و حديثة قبل كل من (فيكو) الايطالى و (كيتيليه) البلجيكى و (أوجست كونت) الفرنسى. وضع ابن خلدون فى مقدمته الشهيرة ما يسمى بـ (أحوال الاجتماع الانسانى) و هى عبارة عن القواعد و الاتجاهات العامة التى يتخذها أفراد المجتمع أساسا لتنظيم شئونهم الاجتماعية و تنسيق العلاقات التى تربطهم، منها ما يتعلق بشئون الأسرة، و منها ما يتعلق بشئون الحكم فى الدولة، و منها ما يرتبط بالنظم الاقتصادية و شئون الثروة فى المجتمع. و تحدث ابن خلدون عن البدو و الحضر و أصول المدنيات و الظواهر التربوية و العلوم و أصنافها و التعليم و طرقه و الإنتاج و وسائله و أدواته و التوزيع و الاستهلاك و النظم القضائية و الخلقية و الدينية و اللغوية. و إذا كان أهم ما عرف به ابن خلدون هو دوره فى تأسيس علم الاجتماع على المستوى العالمى، فإن له رسوخ قدم فى علم الحديث و فى الفقه المالكى، و فى تجديد علم التاريخ و الفلسفة و المنطق و العلوم الرياضية، و فى أدب الرحلات و أدب الاعترافات.
ألقى ابن خلدون دروسا فى الجامع الأزهر، ثم فى المدرسة القمحية (بجوار جامع عمرو). و بعد ذلك عينه السلطان الظاهر برقوق عام 786هـ قاضيا لقضاة المالكية، و ولى مرة ثانية قاضى قضاة القاهرة، ثم شغله مرة ثالثة، و ظل فيه إلى أن توفى، و كان ذا كفاءة سياسية فائقة فى إدارة المناصب المهمة التى تولاها.
و قد لعب دورا خطيرا فى الشئون السياسية لشمالى إفريقيا و الأندلس. و مع ذلك كله سوف تظل (مقدمة) ابن خلدون وثيقة مهمة تتناول الكلام على فرع من فروع المعرفة و الحضارة العربية. إنها أعظم مؤلفات ذلك العصر و أهمها من جهة العمق فى التفكير، و الوضوح فى عرض المعلومات، و الاصابة فى الحكم.